(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) (آية : ٢٣).
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) (آية : ٣٣).
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ* كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) (الآيتان : ٤١ ، ٤٢). ومن تأمل هذه الآيات وجد صلتها بقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) واضحة ، والحقيقة أن السورة كلها ـ تقريبا ـ حديث عن الإنذار ، والتكذيب ، وعدم استفادة الكافرين من الإنذار ، وجزائهم في الدنيا والآخرة ، وهذا كله يؤكد صلة السورة بالمحور الذي ذكرناه.
وقد رأينا أن آخر سورة النجم كان : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى * أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ...) والملاحظ أن سورة القمر تبدأ بالكلام عن اقتراب الساعة ، وتتحدث عن مجموعة من النذر الأولى ، كما تتحدث عن القرآن فتتكرر بها اللازمة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) وهكذا نجد أن سورة القمر ترتبط بالمعاني التي ذكرت في أواخر سورة النجم ، وبذلك نرى أن هذا القرآن تتعانق سوره ، وتتعانق زمره ، وتتعانق معانيه بهذا الشكل المعجز العجيب ، الذي لا يخطر على قلب بشر ، فضلا عن أن يستطيعه بشر. ولنبدأ عرض سورة القمر ، فإن وضوح صلتها بمحورها لا يستدعي منا وقوفا طويلا وسنعرض السورة على ثلاث مجموعات :
المجموعة الأولى : وتمتد حتى نهاية الآية : (٨).
المجموعة الثانية : وتمتد حتى نهاية الآية : (٤٢).
المجموعة الثالثة : وتمتد حتى نهاية الآية : (٥٥).
والمجموعات الثلاث تتعانق معانيها مع كونها تفصل في محور السورة من سورة البقرة.