٥٩ ـ (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ...) أي أن القيامة واقعة لا شك من مجيئها. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) أي لا يصدّقون بها لقصور نظرهم على ظاهر ما يحسّون به وحصره في تقليد آبائهم.
٦٠ ـ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ...) أي ادعوني في جميع مقاصدكم حتّى أستجيب لكم لو كان في الإجابة مصلحة مقتضية لها. (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) أي لا يعبدونني استكبارا وأنفة (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) يعني مهانين أذلّاء.
٦١ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ...) أي لاستراحتكم فيه بأن خلقه باردا مظلما (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) مضيئا يبصّر فيه ، (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) بهذه النعم تفضلا منه من غير استحقاق لهم. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) أي يجحدونها ويكفرون بها.
٦٢ ـ (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ...) أي الذي أنعم عليكم بكل هذه النعم هو الله خالقكم وخالق كل شيء من السموات والأرض وما بينهما. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا يستحق العبادة سواه (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) أي فكيف تنصرفون وتعرضون عنه وعن عبادته.
٦٣ ـ (كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا ...) إلخ أي كما أنكم انصرفتم وأعرضتم عن دين الإسلام ، هكذا ينصرف ويعرض كلّ من يجحد وينكر آيات الله.
٦٤ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً ...) أي مسكنا ومستقرّا تسكنون فيها وتدفنون. (وَالسَّماءَ بِناءً) أي كالقبّة المضروبة على الأرض قائمة ثابتة. (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) لأنّ صورة بني آدم أحسن صورة الحيوانات جميعا فهو قائم معتدل يأكل بيده وغيره يأكل بفيه. (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعني تعيّن وتميّز أرزاقكم عما جعل للحيوانات الأخر. (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) أي الخالق لهذه الأشياء والمنعوت بهذه النعوت هو خالقكم وهو الله. (فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) إنّه تعالى يقدّس نفسه بربوبيّته لجميع العوالم.
٦٥ ـ (هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ...) أي المتفرّد بحياته الذاتيّة لا أحد يساويه في ذاته وفي ألوهيّته. (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي مخلصين في دعائه وعبادته (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فيه إضمار كأنه قال : ادعوه واحمدوه على هذه النعم وقولوا الحمد لله رب العالمين.
٦٦ ـ (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ...) إلخ أي يا محمد قل لهؤلاء المشركين : أنا منهيّ عن عبادة أصنامكم التي تعبدونها. (لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي) أي بعد مجيء البراهين الواضحة من الله على أن غيره لا يستحق العبادة. (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي أخلص له وأنقاد لأمره الذي يملك تدبير الخلائق والعوالم.