سورة السجدة
مكية ، عدد آياتها ٣٠ آية
١ ـ (الم ...) قد مرّ ما في الحروف المقطّعة.
٢ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ ...) أي هذه السّورة أو هذه الآيات كتاب منزّل. (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي كائن من عند رب العالمين أو وحي من عنده.
٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ...) أي هل يقول أهل مكّة أن محمدا (ص) جاء بهذا القرآن من عند نفسه ويكذّبونه في قوله أنه من الله؟ (بَلْ هُوَ الْحَقُ) إلخ يعني لم يكن الأمر كما يقولون بأن القرآن افتراء بل هو الحق منزّل من عند الله عليك يا محمد (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) أي في عصر الفترة وهو ما بين عصر عيسى وخاتم الأنبياء (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) الترجّي منه تعالى بمعنى الثبوت ، أي حتّى يهتدوا أو ليهتدوا بتلك الأدلة الواضحة.
٤ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ...) أي أوجدهما وأنشأهما (وَما بَيْنَهُما) من الحيوانات والنّباتات والجمادات (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) في مقدار من الزمان يصير إذا حدّد وعيّن ستّة أيام من أيام الدنيا. (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) أي استقرّ واستولى عليه وهو أعظم المخلوقات ، أو المراد عالم الأمر والتّدبير (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ) أي من قريب يدفع عنكم عذاب الله أو شفيع يشفع لكم يوم القيامة. (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) بمواعظ الله ونصائحه؟
٥ إلى ٨ ـ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ...) أي يسبّب أمر الدنيا مدّة أيامها فينزله (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ) أي يرجع الأمر كلّه (إِلَيْهِ) من بعد وجودها إلى ما بعد فنائها (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) في الدّنيا (ذلِكَ) أي الذي يدبّر الأمر على النهج المذكور (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) يعلم ما غاب عن الخلق وما يشاهد ويحضر ، (الْعَزِيزُ) الغالب على أمره (الرَّحِيمُ) بعباده في تدبير أمرهم معاشا ومعادا (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) أي أتقن وأحكم خلق كل شيء بحيث أعطاه ووفّر له ما يليق به طبق الحكمة والمصلحة. (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) فالقمّيّ قال : هو آدم وقد مرّ تفسيره وأظنّه في سورة البقرة (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) أي ذرّيته (مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) أي ماء ضعيف وهي النطفة التي انسلّت وانفصلت من الصلب.
٩ ـ (ثُمَّ سَوَّاهُ ...) أي قوّاه وأتمّ تصويره بأن جعله بشرا تامّ الخلقة غير أنه ما كان فيه روح (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) والروح هو العنصر البسيط واللطيف القدسيّ الصادر عن عالم الربّوبيّة والإضافة إليه تعالى تشريفيّة كإضافة البيت إليه. (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) أي خلق لكم أيها البشر هاتين الجارحتين لتسمعوا المسموعات وتبصروا المبصرات (وَالْأَفْئِدَةَ) أي وجعل لكم القلوب لتعقلوا وتتدبّروا بها (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (ما) زائدة ، أي : تشكرون شكرا قليلا.
١٠ و ١١ ـ (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ ...) أي غبنا فيها بالدّفن ، أو بأن صرنا ترابا مخلوطا بترابها (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي يجدّد خلقنا ونبعث. والاستفهام إنكاريّ ، أي لا يكون ذلك أبدا (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) أي هم بما وعد به ربهم من الثواب والعقاب جاحدون ولذا صدر عنهم هذا القول. (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) أي يقبض أرواحكم ويستوفي نفوسكم (الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) أي فوّض إليه قبض أرواحكم (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) تحشرون للحساب والجزاء.