٨٩ و ٩٠ ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ...) أي من جاء يوم القيامة بكلمة التوحيد والإيمان فله من ذلك الخير في ذلك اليوم. وقيل فله أفضل منها (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) وقرئ بالإضافة. ومن المحتمل قويّا أن هذه الجملة مفسّرة للخير أي فلهم أنهم لا يفزع الناس لأنهم في الجنة (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) أي من جاء يوم القيامة بالمعصية الكثيرة وهي الكفر فهؤلاء ألقوا في النار على وجوههم. (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فيقال لهم : إن هذا جزاء أعمالكم التي فعلتموها وليس بظلم.
٩١ ـ (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ...) أي قل يا محمد : أنا مأمور من عند ربّي أن أعبده وهو (رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ) يعني مكّة ، (الَّذِي حَرَّمَها) من كلّ ما يستلزم هتكها (وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ) خلقا وملكا (مِنَ الْمُسْلِمِينَ) أي من المنقادين.
٩٢ ـ (وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى ...) : بإجابته لي في ذلك (فَإِنَّما) إلخ ، لعود نفعه إليه (وَمَنْ ضَلَ) بترك الإجابة (فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) أي فما عليّ إلا الإنذار والبلاغ.
٩٣ ـ (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ...) على نعمة النبوّة ومنافعها لي وللخلق (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) القاهرة في الدنيا والآخرة (فَتَعْرِفُونَها) وتصدّقونها (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) يمهلكم لوقته المحدّد.
سورة القصص
مكية ، عدد آياتها ٨٨
١ ـ (طسم ...) معناه كسائر الفواتح من السّور وقد تقدّم فلا نعيده.
٢ ـ (تِلْكَ ...) إشارة إلى الآيات الموعود بها ، أو آيات هذه السورة أن تكون الآيات المذكورة في هذه السورة (آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) أي المبيّن الرشد من الغي.
٣ ـ (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ ...) أي نبيّن لك بأمرنا جبرائيل نقل بعض قصص موسى وفرعون (بِالْحَقِ) بالصّدق (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) متعلّق ب (نَتْلُوا) أي لمن نعلم بأنهم يصدّقون ويعتقدون به.
٤ ـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً ...) أي انه بغى وتجبّر في أرض مصر وجعل أهلها فرقا ، أذلّ بعضهم بالاستعباد كطائفة بني إسرائيل ، وأعزّ الآخرين بإعطائهم المناصب الرفيعة كالقبطيّين. (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) أي بني إسرائيل (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) إلخ. أي يقتل الأبناء منهم ويخلّي النساء والبنات ويستخدمهنّ لحرمه والنساء القبطيّين ولذا فهو من المفسدين بالقتل وارتكاب الآثام.
٥ ـ (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ ...) أي نتفضّل (عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) بخلاصهم من بأسه في المآل. (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) مقدّمين في الدّنيا والآخرة (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) لملك فرعون وقومه.