٧٨ ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ...) أي بين من آمن من بني إسرائيل ومن كفر منهم (بِحُكْمِهِ) بما يقتضي به عدله (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فلا يغلب (الْعَلِيمُ) بالقضاء بالحق.
٧٩ ـ (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ...) يا محمد (إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) أي الواضح الظاهر ، والمحقّ أولى بالتوكل من المبطل.
٨٠ و ٨١ ـ (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ...) التعبير عن الكفرة بالموتى لأنهم مثلهم لعدم انتفاعهم بما يقرأ عليهم ، ومن هذا القبيل قوله تعالى (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) إذا أعرضوا عن الاستماع وجعلوا دعوة الدّاعي وراءهم ، (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) في الدين ، بالآيات الدالة على الهدى إذا أعرضوا عنها كما لا يمكنك أن تهدي الأعمى إلى قصد الطريق (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) أي ما يسمع إلا من يطلب الحق بالنظر في آياتنا فهم منقادون مستسلمون. أي مخلصون بالتوحيد.
٨٢ ـ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ...) أي قرب وقوع المقول وهو ما وعدوه من البعث والعذاب (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبة (أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) بالقرآن أو بخروجها.
٨٣ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ...) أي في الرجعة عند قيام الحجّة (فَوْجاً) جماعة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا) وهم رؤساؤهم وقادتهم والمراد بآياتنا إمّا القرآن أو الأئمة (فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس أوّلهم على آخرهم ليجتمعوا ويتلاحقوا.
٨٤ ـ (حَتَّى إِذا جاؤُ ...) أي إلى الموقف (قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً؟) قال الله تعالى لهم مقرّعا : هل كذّبتم بالقرآن أو بالمعاجز التي صدرت على أيدي الأنبياء والرّسل؟ ولم تطلبوا معرفتها ولم يحصل لكم العلم الكامل بها؟ (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أم أيّ شيء كنتم تعملونه إذا لم تكذّبوا بها؟
٨٥ ـ (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ...) أي حلّ بهم العذاب الموعود (بِما ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم بالتكذيب بآيات الله (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) بعذر من الأعذار لعدمه ولشغلهم بالنّار.
٨٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ ...) أي خلقناه (لِيَسْكُنُوا فِيهِ) يستريحوا فيه بالنّوم والدّعة (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) لطلب المعيشة (إِنَّ فِي ذلِكَ) في خلق الليل والنهار متعاقبين (لَآياتٍ) دلالات لهم على التّوحيد والنبوّة والبعث والنشور ، ولكن لمن يعتبرون فيصدقون بقدرة الله.
٨٧ ـ (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ...) الصور شيء يشبه القرن ، أو هو قرن يشبه البوق كما عن النبيّ (ص). وقيل إن الصور جمع صورة ، والمراد هو : يوم ينفخ في صور الخلائق لتعود إلى الأجساد. (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) أي ماتوا لشدة الفزع (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) من الملائكة وهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل. وحملة العرش. (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) أي كل من أميت ثم احيي يأتي الله في المحشر صاغرا ذليلا ، وذلك بعد النفخة الثالثة.
٨٨ ـ (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً ...) أي ثابتة واقفة في مقرّها (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) في السرعة ، (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) أي صنع الله ذلك صنعا وخلقه خلقا على وجه الإحكام والإتقان. (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ) عالم بظواهر الأفعال وبواطنها فيجازيكم بها وعليها.