٤ ـ القرار في البيوت ، إلا لحاجة مشروعة ، وعدم التبرج.
٥ ـ إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة.
٦ ـ الطاعة لله والرسول.
٧ ـ ذكر الكتاب والسنة.
وإذا استقرت هذه المعاني تأتي الآن آية تتحدّث عن الصفات العليا للرجل والمرأة ؛ الصفات التي يستحق بها أهلها مغفرة الله وجنّته ، وهكذا يصل السياق إلى أن يرفع الرجل والمرأة إلى ذرى التقوى ، بالدلالة على الطريق ، وبتقرير تفصيلات ذلك.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) قال النسفي : (المسلم هو الداخل في السلم بعد الحرب ، المنقاد الذي لا يعاند ، أو المفوّض أمره إلى الله تعالى ، المتوكل عليه) فمن أسلم وجهه إلى الله ، وانقاد له ، ولم يعاند حكما من أحكامه ، وفوّض أمره إلى الله ، وتوكّل عليه فذلك المسلم (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) المؤمن هو المصدّق بالله ورسوله صلىاللهعليهوسلم والمصدّق لله ورسوله في كل شىء. وقد دلّت الآية على أنّ الإيمان غير الإسلام ، وهو أخصّ منه ، ولنا في الفوائد عودة على هذا (وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) القنوت : هو الطاعة في سكون ، وعلى هذا فالقانتون هم القائمون في الطاعة ، قال ابن كثير : (فالإسلام بعده مرتبة يرتقى إليها وهي الإيمان ، ثم القنوت ناشىء عنهما) (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) قال النسفي : في النّيات والأقوال والأعمال. وخصها ابن كثير في هذا المقام في الأقوال فقال : هذا في الأقوال فإن الصدق خصلة محمودة ، ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم لم تجرّب عليه كذبة ، لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، وهو علامة على الإيمان ، كما أن الكذب أمارة على النفاق (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ) على الطاعات ، وعن السيئات ، وعلى الامتحانات ، قال ابن كثير : (هذه سجية الأثبات وهي الصبر على المصائب ، والعلم بأنّ المقدّر كائن لا محالة ، وتلقي ذلك بالصبر والثبات ، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى : أي أصعبه في أول وهلة ، ثم ما بعده أسهل منه ، وهو صدق السجيّة وثباتها) (وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ) أي المتواضعين لله بالقلوب والجوارح ، أو الخائفين. قال ابن كثير : (الخشوع : السكون والطمأنينة ، والتؤدة والوقار ، والتواضع ، والحامل