والذبائح ، وأدعية وسؤال من صاحب الضريح ، ما يندى له جبين الإسلام.
أما الديانات الهندية ـ بما فيها من البوذية والجينية والبرهمية ـ فقد كثرت فيها المشاهد والمعابد ، والأمكنة (المقدسة) المقصودة من النواحي والأطراف كثرة فاحشة بطبيعة الحال ، وهي الأمكنة التي يرون لها شرفا عظيما ، وقدسا خاصا ، ويعتقدون فيها بركة لما حدث فيها من الوقائع العظيمة ، وأكرم فيها بعض عظمائهم بالقرب أو الكلام ، أو الوصول والمعرفة ، أو تجلت فيها بعض آلهتهم ـ كما يزعمون ـ تجليا خاصا ، وكثرت فيها الأعياد الدينية ، والمواسم والأسواق ، التي انصبغت بصبغة الدين.
وأكثر هذه المشاهد والأمكنة المقدسة على ساحل نهر (الكنج)(GANGES) المقدس ، يجتمع فيها أهل البلاد في عدد هائل ، للاغتسال في النهر المقدس ، ومنها ما يجتمعون فيها سنويا ، أو عدة مرات في السنة ، ومنها ما يجتمعون فيها بعد سنين ، كغسل (KUMBH) الذي يجتمعون له بعد اثني عشر عاما ، عند ملتقى نهري (الكنج وجمنا ، في برياك (PARAYAG) (١) ومن أشهرها مدينة «بنارس» في الولاية الشمالية ، على نهر (الكنج) ويعدون الاغتسال فيه كفارة للذنوب ومن أعظم الحسنات والقربات ، ويؤثرون الموت في هذه المدينة ، وتنقل إليها جثث الموتى من النواحي البعيدة ، لتحرق هناك ، أو تترك في النهر على اختلاف العقائد والعادات والطوائف الهندية ، ومنها بلدة (أجودهيا) التي كانت مركزا (لراما)(RAM CHANDER) و (متهرا) التي لها اتصال بتاريخ (كرشنا)(KRISHNA) ، ومنها (هردوار) أي باب المعبود أو باب الإله وكلها في الولاية الشمالية الغربية ، وهنالك مشاهد وشواطئ ، ومعابد هامة تعد بالعشرات في شبه القارة الهندية ، تختلف فيها العادات والتقاليد باختلاف الأقاليم والمناطق ، وباختلاف الطوائف التي تدين بها.
ومن أعظم المراكز المحجوج إليها عند البوذيين مدينة (كيا)(GAYA) في ولاية (بهار) التي قضى فيها مؤسس هذه الديانة المؤله (كوتم بده)(GOTAM BUDDHA) مدة طويلة ، وتشرف بالشهود أو المعرفة ، التي يسمونها (نيروان) NIR VAN.
والأعياد والأسواق التي تقام في هذه الأمكنة المقدسة ، وعلى الشواطئ ، مسرح الفوضى والجنايات ، ويتجلى فيها عدم النظام ، وعدم النظافة لكثرة الزوار والقاصدين
__________________
(١) من ضواحي «إله أباد» المدينة المشهورة.