وليس «من» موصولة
، لأنه معطوف على «من يأتيه» ، وهو مبتدأ وخبر ، لأنها علّقت «العلم» ، والموصولة
لا تعلّق.
وأما قوله تعالى :
(قُلْ أَرُونِيَ
الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ) ، «أرونى» هنا منقولة من : رؤية القلب. و «شركاء» المفعول
له الثالث.
ويقوّيه : (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) . فأقام الجملة الاستفهامية مقام المفعولين.
و «ألحقتم» من
قوله : ألحق الحاكم الولد بأبيه ، أي : حكم بذلك ، والمعنى على ذلك ، لأن التقدير
: دلونى على هذا الذي تدعونه ، وهو من باب علم القلب.
وإن جعلت «أرونى»
من «رؤية البصر» كان «شركاء» حالا ، أي : أوجدونيهم مشركين ، أي : فى هذه الحال ،
ويكون من «رؤية العين» ، لأن الضلال قد يكون اعتقادا فلا يحسّ.
وإن جعلته من «رؤية
البصر» جاز ، لأنه أراد : عبادة الأصنام ، وذلك مما يحس ، فيكون (شُرَكاءُ) على هذا حالا
ويقوى ذلك قوله
تعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي
إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فلم يذكر المفعول الثالث.
__________________