ويمكن أن يقال : إنه محذوف «أي «منا» فيكون «كذلك» حالا.
ويجوز أن يكون «كذلك» هو المفعول الثالث.
وأما قوله تعالى : (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) (١) ، (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) (٢) ، (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) (٣). «ما» فيه استفهام.
فمما يدل على ذلك قوله تعالى : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً). (٤) ألا ترى أن «ما» لا تخلو فيه من أن تكون استفهاما أو موصولة.
فلو كان صلة لم يخل من ذكر عائد إلى الموصول ، فلما جاء (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً) (٥). فلم يذكر «هو» دل على أنه استفهام وليس بوصل.
فأما قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) (٦) تكون الموصولة ، والعائد قد حذف من اسم الفاعل ، كما يحذف من الفعل ، وحذفه من اسم الفاعل لا يكثر كثرة حذفه من الفعل.
ولو جعلت «ما» استفهاما معناه الرفع ، والوضع : مما يقتضيه ، يريد : أن ما / يقتضيه ليس في شيء ، لأنك إنما تقتضى في العاجلة. ولو جعلت موضع «ما» نصبا ب «قاض» لكان قولا.
__________________
(١) هود : ٣٩.
(٢) الأنعام : ١٣٥.
(٣) السجدة : ١٧.
(٤) الجن : ٢٤.
(٥) الجن : ٢٤.
(٦) طه : ٧٢.