وإنما المعنى : أعنده
علم الغيب فهو يعلم الغيب كما / يشهده ، لأن من حصل له علم الغيب ، يعلم الغيب كما
يعلم ما يشاهد ، والتقدير : فهو يرى علم الغيب مثل المشاهدة ، فحذفهما للدلالة
عليه ، قال :
ترى حبّها عارا علىّ وتحسب
وأما قوله تعالى :
(وَأَنَّ سَعْيَهُ
سَوْفَ يُرى) يجوز أن يكون من «الرؤية» التي هي حس ، والضمير فى «يرى»
هو للسعى ، فيكون على هذا كقوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا
فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) ألا ترى أن سعيه إنما هو حركات كما أن عمله كذلك.
وقد يجوز أن يكون «يرى»
يفعل ، من «رأيت» المتعدية إلى مفعولين ، وذلك أن «سعيه» إن كان حركات ونحوها مما
يرى ، فقد يكون اعتقادات لا ترى ، وإذا كان كذلك ، حملته على المتعدية إلى مفعولين
، لأن كل محسوس معلوم ، وإن لم يكن كل معلوم محسوسا ، فحمله على المتعدية إلى
مفعولين أولى.
والموضع الذي يعلم ذلك منه قوله تعالى : (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما
أَسْلَفَتْ) ، ، والذي أسلفته يكون اعتقادا غير مرئى ، وأعمالنا مرئية.
__________________