المتم الثلاثين
هذا باب ما جاء في التنزيل وقد حمل فيه اللفظ على المعنى وحكم
عليه بما يحكم على معناه لا على اللفظ
وقد ذكر ذلك سيبويه في غير موضع ، وأنشد فيها أبياتا ، ربما نسوقها لك بعد البداية بالآى.
فمن ذلك قوله تعالى :
(إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) (١).
من وقف على قوله «فاقع» وجعل «فاقعا» تابعا ل «صفراء» ابتدأ «لونها» ورفعها بالابتداء ، وجعل قوله «تسرّ النّاظرين» خبرا عنها.
وإنما قال «تسر» ولم يقل : يسر ؛ حملا على المعنى ؛ لأن قوله «لونها» : صفرتها ؛ فكأنه قال : صفرتها تسر الناظرين.
ومثله قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) (٢). فعدّى «رفثا» ب «إلى» حملا على الإفضاء ، وكما قال : (أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ) (٣) كذا قال: (الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) (٤).
__________________
(١) البقرة : ٦٩.
(٢) البقرة : ١٨٧.
(٣) النساء : ٢١.