ومن ذلك الكاف فى «ذلك»
من قوله : (ذلِكَ الْكِتابُ) و «ذانك» من قوله
: (فَذانِكَ بُرْهانانِ) وما أشبهه. الكاف للخطاب لثبات النون فى «ذانك». ولو كان
جرّا / بالإضافة حذفت النون كما تحذف من قولهم : هذان غلاماك ، لأن «ذا» اسم مبهم
، وهو أعرف من المضاف ، فلا يجوز إضافته بتة.
ولأنك تقول : عندى
ذلك الرجل نفسه. ولا يجوز أن تقول : ذاك نفسك ، بالجر ، ولو كان الكاف جرا لجاز ،
فثبت : ذلك نفسه ، وذاك نفسه ، يفسد كون الكاف مجرورا.
ومن ذلك الكاف فى
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَكَ هذَا
الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ) فالكاف هنا للخطاب ، ولا محلّ له من الإعراب ؛ لأن العرب
تقول : أرأيتك زيدا ما صنع؟
ولو كان «الكاف» المفعول
الأول لكان «زيدا» المفعول الثاني ، و «زيدا» غير الكاف ، لأن «زيدا» غائب وهو غير
المخاطب ، ولأنه لا فرق [بينه و] بين قول القائل : أرأيتك زيدا ما صنع؟
ألا ترى قوله : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ
عَذابُ اللهِ) .
وقوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ
سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) .
فالكاف والميم
ثبوتهما لا يزيد معنى يختلّ بسقوطهما ، فعلى هذا فقس
__________________