ألا ترى أنه مكان
مخصوص ، كما أن البيت والمسجد مخصوصان. وقد نص سيبويه على اختصاصه ، والنص يدل على
أنه ليس كالمذهب. ألا ترى أنه حمل قول ساعدة :
لدن بهزّ الكفّ
يعسل متنه
|
|
فيه كما عسل
الطّريق الثّعلب
|
على أنه قد حذف
معه الحرف اتساعا ، كما حذف عنده من : ذهبت الشام.
وقد قال أبو إسحاق
فى هذا المعنى خلاف ما قاله هذا. ألا ترى أنه قال فى قوله تعالى : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ
الْمُسْتَقِيمَ) أي : على صراطك.
قال : ولا اختلاف
بين النحويين أن «على» محذوفة.
ومن حذف الجار
قوله تعالى : (لا يَسْتَأْذِنُكَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا
بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) أي : فى أن يجاهدوا ، فحذف «فى».
وقال : (وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا* أَنْ
دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) أي : لأن دعوا ، فحذف اللام.
وأما قوله : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) فقد قالوا : التقدير : ثم يسره للسبيل ، وإنها كناية الولد
المخلوق من النطفة فى قوله (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ) ثم يسره للسبيل ، فحذف اللام وقدّم المفعول ، لأن «يسر»
يتعدى
__________________