الإسكندر أحمد
الفيلسوفي الدربن وني ـ في تأليفه في
الرد على النصارى ـ : «كلام الله لا ينحصر صدقه على عيسى عليهالسلام فقط ، بل يصدق على كثير ، وهو موافق بآية كريمة : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى
مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ»). وليس كلام الله عين ذاته الله ، إذ الكلام غير المتكلم ،
لأنه شبيه الكلام بالبذر ، والمتكلم بالحراث.
فإذن لو كان عيسى عليهالسلام إلها على تقدير كونه كلام الله لزم أن يكون كلما صدق عليه
أنه كلام الله أيضا إلها ، فحينئذ لزم إلهات متعددة ، فاللازم باطل بالبداهة ،
والملزوم مثله. وهو موافق بآية كريمة : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) ، انتهى.
وقال لي بمراكش
شيخنا ، الخير الإمام ، الفقيه ، سيدي أحمد ابن الحاج أحمد التواتي أن فقيها من
المسلمين كان أسيرا عند كافر نصراني يقرأ بالعربية ، وقال للمسلم : عندكم في
القرآن أن عيسى هو روح من الله ، وأتى بآية قال : (وَرُوحٌ مِنْهُ) ، وعزم أنه ينتقم من المسلمين إذا لم يأت بحجة تفكه من
يده. قال الفقيه إن شاء الله بالقرآن ننجو منه. فتوضأ ، وقرأ من أوله إلى أن قال :
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما
فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) ، ففرح بذلك ، وقال للكافر : اسمع قول الله تعالى في
القرآن العزيز ، وقرأ الآية ، وقال : هذه الآية مثل الذي قال الله تعالى : (وَرُوحٌ مِنْهُ). فكما خلق السموات والأرض ، خلق سيدنا عيسى. ولما رأى
النصارى الحق ترك المسلم مما عزم عليه. ولو ذكر له قوله تعالى : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِنْ رُوحِي) وكذلك (وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ) ، فكان ينجوا من
__________________