____________________________________
إفشاء السلام اه. وعن الصادق (ع) قال البادي بالسلام أولي بالله ورسوله اه إلي غير ذلك ممّا لا يحصي. فان قال قائل : أو ليس حيوة المسلّم عليه وحضوره وقربه شروطاً لصحة التسليم ، فما معناه في هذه الزيارات؟ قلت : بلي والكل متحقق بالنسبة إلي آل الله المعصومين ، فإنّهم احباء عند ربّهم في بساط القرب وعرش القدس يرزقون بموائد العلم والمعرفة فيطعمون بألوان اطعمة الروحانيين ، ويسقون من كأس المقربين ، يرون مقام شيعتهم ، وبسمعون كلامهم ، ويردون سلامهم كما في الزيارة الرضوية (ع).
ويدل عليه من العقل براهين ساطعة ، ومن النقل أخبار كثيرة لائحة يطول المختصر بذكرها ، وقد كفاك شاهدا علي هذا ما في الزيارة الجامعة «ورضيكم خلفاء في أرضه وحججاً علي بريته إلي قوله وشهدآء علي خلقه واعلاماً لعباده ومناراً في بلاده» وكذا مافيها ايضاً «أنتم السبيل الاعظم والصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرحمة الموصولة والآية المخزونة الخ».
وكذا ما في حديث النورانية يا سلمان ان ميتنا إذا مات لم يمت ومقتولنا إذا قتل لم يقتل وغائبنا إذا غاب لم يغب ولا نلد ولا نولد ولا في البطون ولا يقاس بنا أحد من الناس الخ. وما ورد من التسليم علي أهل القبول ممّا يرفع الإستبعاد المذكور فإنّ المخاطب به هو أرواحهم الباقية ونفوسهم الناطقة التي خلقت للبقاء دون أجسادهم البالية التي يعرضها التلاشي والفناء ، فإذا صح التسليم علي من هذا حاله