____________________________________
بقوله : «ولولا علي لما خلقتك» اي ولولا مقام ولايتك الخاصة لما خلقتك فإنّ علياً (ع) كان مظهر تلك الولاية فمحمّد (ص) من حيث جامعيته للنبوة والولاية أفضل من علي (ع) لكونه حاوياً لمرتبة الولاية الخاصة خاصة. ويشهد لذلك ما روي عن الصادق (ع) إنّه قال : إنّ جبرئيل أتي رسول الله (ص) برمّانتين فأكل رسول الله (ص) أحديهما وكسر الأخري بنصفين فأكل نصفاً وأطعم علياً نصفاً ثمّ قال له رسول الله (ص) يا أخي هل تدري ماهاتان الرمانتان؟ قال : لا ، قال : اما الأوّلي فالنبوة ليس لك فيها نصيب وأمّا الأخري فالعلم فأنت شريكي فيه ، فقلت أصلحك الله ، كيف يكون شريكه فيه؟ قال : لم يعلم الله محمّداً علماً إلّا وأمره أن يعلمه علياً (ع) اه.
وإن كانت بمعني التصرّف والتدبير فالولي هو العبد الذي خصّه الله بالتولية والسلطنة علي عباده في أمورهم ، فإنّه مالك الملك وسلطان السلاطين ، يؤتي الملك من يشاء ونزع الملك ممّن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو علي كلشيءٍ قدير ، فيكون بمعني الإمامة التي هي الرياسة العامة فيكون بمنزلة الرسالة التي هي طريق بين الرسول وسائر الناس فهي أمّا خاصة كالولايات الجزئية المتعلقة بناحية خاصة وصقع خاص أو عامة كالرياسات العامة المتعلّقة بالملك والملكوت ولا ريب إنّ الولاية العامة بهذا المعني أشرف من الولاية الخاصة بهذا المعني كما أنّ النبوة العامة المطلّقة ببعض المعاني أشرف من النبوة الخاصة كذلك. والحاصل أنّ الولاية الكية والنبوة الكلّية أفضل من