____________________________________
العبد الذي قربه الله إلي بساط ديمومته ، فعرّفه حقايق القدس ودقايق الأن وولّاه التدبير في أمور الملك والملكوت ، وأوفقه علي مقامات الجبروت والناسوت فيتصرّف في العوالم الإمكانية بما أراه ويدبّر الأمور بإذنه معرضاً عمّن سواه فالولاية (ح) بمنزلة النبوة لمّا عرفت من إنّها طريق بين الله وبين نبيّه ، فإنّ الولاية أيضاً طريق بينه وبين وليّه وهي خاصة ومطلقة فالاولي ما كان في محمد وآله (ص) لأنّ قربهم إلي الحق قرب خاص ، لايشاركهم فيه أحد من الخلق كما قال في الزيارة الجامعة : آتاكم الله مالم يؤت أحداً من العالمين وقال أيضاً فبلّغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلي منازل المقربين وأرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع الخ.
والثانية ما كانت في سائر الأنبياء والأولياء علي تفاوت مراتبهم في هذا المقام فالولاية الخاصة بهذا المعني أفضل من الولاية المطلقة ، بل النبوة المطلقة المشتركة بين سائر الأنبياء ، وما قيل من أن نهاية الأولياء بداية الأنبياء فهو في الولاية المطلقة والنبوة المطلقة ، إذ لا يكون العبد نبياً حتي يكون ولياً ، ولكن ربّما يكون ولياً ، ولا يكون نبياً ، فالنبوة بهذا المعني أشرف من الولاية بهذا المعني ضرورة أفضلية الجامع للنورين من النور الواحد لاستلزام النبوة للولاية دون العكس.
ومن هنا ظهر أن نبوة نبينا (ص) الخاصة أشرف من ولايته الخاصة بخلاف النبوة المطلقة فإنّ ولايته الخاصة أشرف منها وإليه الإشارة