____________________________________
من الاشتقاق الكبير.
قيل ولك أن تقول قصده ان تسميته بأمير المؤمنين ليس لأجل أنّه مطاعهم بحسب الدنيا ، بل لأجل أنّه مطاعهم بحسب العلم ، وفي هذا الإسم إشاة إلي أنّهم لا يكونون مؤمنين إلّا بولايته وطاعته ، وإنّه ركن الإيمان كما قال : أنا صلوة المؤمنين وصيامهم وحجهم وزكوتهم ، فلا يدخل تحت لوائه الفاسقون الفجرة ، والظالمون الكفرة ، فإن أمير هم هو إبليس وجنوده وأتباعه من خلفاء الجور الذين نصبوا العداوة لعلي (ع) وأولاده المعصومين وشيعته المخلصين وبيانه ان كل قوم يوجبون طاعة أميرهم فيما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وعلي (ع) لا يأمر إلّا بما أمر الله ، ولا ينهي إلّا عما نهي الله ، فكيف يكون أميراً للفسقة ولم يوجبوا طاعته ولم يدخلوا تحت رأيته.
اللهم الا أن يقال : ان المؤمن هو المحب له (ع) بقلبه المذعن بمقامه العارف بحقه ، وان كان فاسقاً بجوارحه فأن حب علي (ع) حسنة لا يضر معها سيئه كما ان بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة فلا يشترط في صدق الإسم متابعته حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وإنّما يشترط هذا في الشيعة كما ذلّت علي من الأخبار جملة كثيرة ولتحقيق هذا الكلام محل آخر.
والولي : أمّا من الولي وهو القرب فهو ولي الله لكونه أقرب الخلق إلي الله بعد النبي (ص) وأمّا من الولاية بالفتح بمعني المحبة فهو ولي الله لكونه محبّاً لله ومحبوباً له كما يدل عليه حديث الراية