____________________________________
فهذا المبلغ هم
الأنبياء وأختار منهم ثلثمأة وثلثة عشر للرسالة لأنّ النبوة نور مفرد والرسالة نور
مركب بإنعكاسه وللمركب فائدة لا توجد في الفرد وكان عدد الرسل أقل من عدد الأنبياء
لقلة إنعكاس نور النبوة في بعض الأشخاص ، فالشمس يقع ضوئها علي جميع المشفّفات
واللطائف ولا ينعكس عليها إلّا إذا وقعت علي التراب (فح) يظهر الشعاع بإنعكاس
ضوئها وإنكاسهامثل الرسالة وشروقها مثل النبوة ولا يكون النهار إلّا بالضوء
المنعكس الظاهر ، وكان لكل نبي قوة خاصة به من نور النبوة ، وكان لمل رسول نور
زائد علي النور النبوة من تكرار ضوء القدس فنور الأنبياء أكثر من نور المؤمنين ،
ونور الرسل أكثر من نور الأنبياء فإنّ للنبي (ص) نوراً واحداً وللرسول نورين نور
النبوة ونور الرسالة ، وقد عرفت إنّ نور النبوة من العقل ونور الرسالة من النفس
وإجتماع النورين لا يكون كنور واحد فنور علي نور هو إجتماع نور النبوة والرسالة ،
ولا شك أن إجتماع ثلثة أنوار أكثر من إجتماع نورين والأنوار الثلثة نور النبوة
ونور الرسالة نور الظهور ، وهو بمنزلة الوجود ، وهذه الأنوار الثلثة في اولي العزم
من الرسل فالرسل مختاره من اولي العزم واولوا العزم مختاره من الرسل ، وكلّما
أزداد نور الكمال قل حجاب العدد واولوا العزم أقل عدداً من الرسل ، والرسل أقل
عدداً من الأنبياء ، فالرسل ثلثمأة وثلث عشر واولوا العزم منهم ستة كما أخبر رسول
الله (ص) وقال : اولوا العزم منهم ستة : آدم ونوح ، وإبراهيم ، وموسي ، وعيسي ،
ومحمّد (ص) وفي تحقيق الكلام