____________________________________
لم يكن آدم من عدد اولي العزم لأخراج الله له عن ذوي العزم فقال في حقّه : «فنسي ولم نجد له عزماً» وإن لم يطلق هذا علي عزم المعاصي كان آدم في جملتهم وإنّ الرسول الذي هو ذو العزم يعني به إنّه صاحب الدورة التامة ، وله الدائرة الكبري التي تشتمل علي الرسالة والنبوة ، والكتاب والعزيمة والدعوة والمدة والأمة والشريعة والخليفة والدورة ، وهي ألف سنة «وإن يوماً عند ربّك كألف سنة ممّا تعدون» فهذه الخصال والكمالات العشرة إذا وجدت في شخص من الأنبياء فهو من أولي العزم ولم توجد إلّا في ستة أشخاص منهم.
وفي رواية أخري في خمسة إلي آخر ما ذكره وإنّما نقلناه بطوله لاشتماله علي فوائد جليلة لا تخفي علي المتأمّل فيه ، ولكن ما ذكره من ان الأنبياء في مرتبة النبوة علي درجة واحدة يكشف عن ان إطلاق النبوة علي جميع النبوات من باب إطلاق المتواطي علي أفراده ، وفيه نظر إذ النبوة هي طريق بين النبي وبين الله ، ولا ريب ان الطرق إليه كثيرة متفاوتة ، فكيف يقال : بأنّ الطريق واحدة وقد روي ان الطرق إلي الله بعدد أنفاس الخلايق ، أم كيف يتجريء المنصف علي أن يقول : ان موسي مثلا مع محمّد (ص) في درجة واحدة في مقام النبوة مع إنّه قال : لو أن موسي أدركني حياً ولم يؤمن بي لمّا نفعته نبوته شيئاً أو يقول إنّه (ص) مع آدم (ع) في درجة واحدة مع قول وصيّه (ع) : إنّي وإن كنت ابن آدم صورة ولي فيه معني شاهد بأبوتي كيف ولم ينل الأنبياء ما نالوا من المراتب إلّا بالإذعان لمحمّد وآله قال والكليم ألبس حلّة الأصطفاء