____________________________________
من الطوفان بما أمره به من صنع السفينة كما قال : «وأوحينا إليه أن أصنع الفلك بأعيننا» وقصته معروفة وهو أحد أولي العزم من الرسل ، وهم علي المشهور خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسي ، وعيسي ، ومحمّد ، لأنّ كلا منهم أتي بعزم وشريعة ناسخة لشريعة من تقدمّه ، وعن بعض أنّهم : نوح ، وإبراهيم ، وإسحق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيّوب. وقيل إنّهم جميع الرسل لأنّهم كانوا أولي الجد والثبات والعزم علي إقامة أمر الله والصبر علي أذي أعداء الله ، وقد تقدّم من الروايات ما يعيّن المشهور.
فإن قيل : فما الوجه في وصف نوح بكونه نبي الله مع أن جميعهم كذلك قلنا لكونه أوّل أولي العزم من الرسل ولطول مكثه في قومه يدعوهم إلي الهدي ودين الحق ، فقد مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً ، ولذا لقب بشيخ الأنبياء ، وقصص اذي قومه ل ، وصبره علي أذاهم في المدة الطويلة مشهورة ، ولأنّ الله لمّا أهلك الناس بالطوفان لم يبق علي وجه الأرض سواه وسوي ولده ، فنشأ الناس منهم ، ولذا سمّي بآدم الثاني فهو عليه السلام أظهر آثار في مرتبة النبوة من سائر الأنبياء
ثمّ النبي علي ما صرح به كثير هو الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة بشر ، سواء كان له شريعة ، أو لم يكن له ، مشتق من النبأ وهو الخبر أو من النبوة والنباوة ، وهي الرفعة فهواهم مطلقاً من الرسول لأنّه الإنسان المخبّر عن الله بغير واسطة أحد من البشر وله شريعة مبتدأة كآدم عليه السلام ، أو ناسخة كموسي وعيسي ومحمّد (ص) ، وربّما يطلق