____________________________________
الرسول علي الملك أيضاً ، فالفرق عموم وخصوص من وجه وربّما يفرق بينهما بوجوه آخر.
وفي بعض الكتب المستظهرية أنّ النبوة طريق بين الله ونبيّه والرسالة طريق بين النبي وأمّته فالنبوة بمنزلته الغمام والرسالة بمنزلة القطر ، والفائدة للتراب في المطر أمّا الغمام فعلّة المطر والغمام إجتماع بخارات لطيفة متصاعدة ، والمطر تحليل تلك البخارات واستحالتها إلي صورة المائية من صورة الهوائية ، وبتلك الإستحالة نازلة إلي جهة الاسفل والرسالة مطر قطرات علي أرض الأرواح من غمام النبوة ينال النفوس فوائدها من الرسالة وهي متولدة من النبوة إلي ان قال : فاعلم ان حقيقة النبوة إقبال العقل الأوّل الذي هو الجوهر المبدع علي إنسان كامل الذات إقبالا كلياً حقيقياً بحيث يصير مباشراً في ذاته فيتكلّم بلسانه ويري ببصره ويسمع بإذنه الخ اه.
وقد يقال إنّ النبوة هو كون الإنسان خليفة لله بالخلافة المشار إليها بقوله : «إنّي جاعل في الأرض خليفة» وتلك الخلافة الموروثة من آدم ماظهرت بكمال ذاتها وتمام صفاتها إلّا في خمسة مراتب والمراتب التي ظهرت الخلافة الربانيّة فيها هم أشخاص أولي العزم من الرسل (ع) وتلك اللخلافة يستحقها محمد (ص) بالإصالة بحسب الباطن كما يستحقها آدم (ع) كذلك بحسب الظاهر ولذا قيل لآدم أنّه آدم الصورة ولمحمّد (ص) إنّه آدم الحقيقة فكما أن آدم الصورة أوّل الإنسان كذلك آدم الحقيقة خاتم الأنبياء ، فنبوة محمد (ص) أصلية يتفرع عليها سائر النبوات ،