____________________________________
اه ، يقال صفا الماء إذا خلص من الكدر ، والدليل علي كون آدم (ع) صفي الله ومصطفاه مضافاً إلي ماذكر قوله تعالي : «إنّ الله أصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم اه» وإنّما لقب (ع) بالصفوة مع عدم الإختصاص لكونه أوّل الأصفياء من الأنبياء كما أنّه لقب محمد (ص) بالمصطفي لكونه خاتم الأصفياء بحسب الظاهر والا فجميع الأنبياء أصفياء الله حيث خلقهم الله من طينة صافية طيبة فكرمهم علي سائر الخلق واختارهم من خلقه.
قال علي (ع) فاغترف جل جلاله من الماء العذب الفرات غرفة بيمينه وكلتا يديه يمين فصلصلها فجمدت وقال الله : منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والأئمّة المهديين الدعاة إلي الجنة وأتباعهم إلي يوم القيمة ، ولا أسئل عمّا أفعل وهم يسئلون الخ اه. وإنّما صار آدم (ع) صفي الله لأنّه تعالي جعل هيكله الشريف مظهراً لأنوار محمد وآله ولذا أمر ملائكته بالسجود له تعظيماً وإكراماً لهذه الأنوار كما دل عليه جملة وافرة من الأخبار فقد روي عن النبي (ص) إنّه قل يا عباد الله إنّ آدم لمّا رأي النور ساطعاً من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذرورة العرش إلي ظهره رأي النور ولم يتبين الأشباح فقال : يارب ماهذه الأنوار فقال أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلي ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح الخ اه.
فإن قيل ترك الإنتهاء ينافي مقام الأصطفاء وقد قال : «وعصي آدم ربّه فغوي» قلنا : قد أجابوا عن ذلك بوجوه كثيرة لا يليق بهذا المختصر