قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

تحمیل

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

9/327
*

عند الانسان ، وكان الوعي الرسالي لديه حريصا علي كشف القدرات الكامنة في الذات الانسانية ، فهو يريد لها الازدهار والانبعاث لتكون كيانا مجسدا يتصرف ويعي ويدرك ، لا آلة تستخدم وتشتري وتعار ، وهو بذلك صريح دون رموز وألغاز ، وانما هوي الوعي المتدافع الذي يعصف بكيان التعسف والانحدار الخلقي.

ومن هنا تدرك مدي الهلع الذي يقض مضاجع السلطان ، من الامام موسي بن جعفر (عليه‌السلام) باعتباره العاصفة التي تقتلع مفاهيم الاستعباد الجماعي ، وتخترق حواجز الاستبداد الفردي ، فتنهار الأعراف السلطوية التي تعمل علي صنمية المجتمع وتخديره ، وتنتقل به من النمط التقليدي في الاذعان والاذلال الي سياق تحرري جديد من الحيوية والادراك.

فالامام يشجب كل مظاهر القهر والاكراه ، ويدعو الي الموقف الحاسم ، ويصدع بالصوت الجري‌ء النافذ فيهز الأنظمة الهزيلة بقدرة فائقة تفوق قدرة السلاح ، ولكنه النضال السلبي الموجه ، أو المواجهة الرافضة المنظمة ، فلا موادعة مع الظالمين والقتلة ، فكان ضحية الارهاب السياسي ، نتيجة هذا الطرح الرائد.

بيد أن رسالة السماء التي نهد الامام برفع لوائها ، بدأت في اتساقها وشموخها تنشر الهدي وتفيض المعرفة ، فكان للنضال موقع في كسر القيود والأغلال ، وكان لصوت العلم موقع ودوي في الآفاق ، وكان هذا التلاحم في كشف الظلم ونشر العلم يعني انتصار مدرسة أهل البيت في هذين الخطين المتوازيين.

وكانت حياة الامام (عليه‌السلام) تقتسمها المظالم والمعارف ، مظالم الطواغيت ، ومعارف الرسالة الاسلامية ، وجاء هذا الكتاب لرصد ذلك الزخم الهائل من المعارف ، وسبر ذلك السيل المتلاطم من المظالم ، وهما موضوع