قال الامام : هي
لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة.
قال هارون : فما
بال صاحب الدار لا يأخذها؟
فقال الامام : أخذت
منه عامرة ، ولا يأخذها الا معمورة.
قال هارون : أين
شيعتك؟
فقرأ الامام : (لم
يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتي تأتيهم البينة) .
قال هارون : فنحن
كفار؟
قال الامام : لا
، ولكن كما قال الله :
(... الذين بدلوا نعمة
الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار)
.
«فغضب عند ذلك
الرشيد وغلظ عليه ، فقد لقيه الامام أبوالحسن (عليهالسلام) بمثل هذه المقالة وما رهبه ، وهذا خلاف قول من زعم أنه
هرب منه من الخوف» .
وبهذه الشذرات
النادرة نكتفي ايرادا لما فجره الامام موسي (عليهالسلام) من طاقات قرآنية تهدي سواء السبيل فاذا وقفنا عند باب
الفقه والأحكام تشريعا وانتقاء وافاضة ، فاجأنا ذلك البحر الخضم الذي استقت منه
مصادر التشريع أحكامها في الفقه والحديث. وأبرزها : الكافي للكليني ، ومن لا يحضره
الفقيه للصدوق ، والاستبصار والتهذيب للشيخ الطوسي ، ووسائل الشيعة للحر العاملي ،
وسواها من كتب الفقه والحديث والاستدلال بما هو متوافر فيها من فتاوي وأحاديث وروايات
، جعل لها القرآن شاهدا ، واستخرج من آياته دليلا ، وذلك من باب النوادر التي لا
يمكن أن تقدر بثمن لأنها من الكنوز والذخائر النفيسة.
__________________