فما لبث الا يسيرا حتي مات .
وكأمره الفوري لعثمان بن عيسي ، وقد نزل
هو ورفاقه في منزل ، فأمره أن يخرجوا منه الساعة. فلما خرجوا انهارت الدار .
وكقوله (عليهالسلام)
لاسحق بن عمار :
«يا اسحاق تموت الي سنتين ، ويتشتت أهلك
وولدك ، وعيالك ، وأهل بيتك ...» فكان كما أخبر .
وكالخبر المستفيض المعروف بدرهم شطيطة ،
وهو درهم أرسلته هذه المرأة الصالحة حقا شرعيا للامام ، وقد أخفاه المرسل بيده عن
الامام ، ازدراء بقلة المبلغ وتواضعه ، فطالبه الامام بذلك الدرهم عينه ، ووزنه
درهم ودانقان ، في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم .
وكان هذا كله رصدا لحقائق الأشياء بلمح
غيبي لا سبيل معه الي التردد والانكار ، فهو واقع بالفعل.
وقد سئل الامام الصادق (عليهالسلام) عن الامام يعلم
الغيب؟
فقال : «لا ، لكن اذا أراد أن يعلم الشيء
، أعلمه الله» .
وقد سئل الامام موسي بن جعفر نفسه : أتعلمون
الغيب؟
فقال : قال أبوجعفر (عليهالسلام) : «يبسط لنا العلم
فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم». وقال : «سر الله (عزوجل) ، أسره الي جبرئيل ، وأسره
جبرئيل الي محمد (صلي الله عليه وآله) وأسره محمد الي من شاء» .
__________________