والحياة والاجتماع ، حددت له في ضوء مسؤوليته الرسالية التكليف الشرعي في بناء صرح الاسلام علي أسس رصينة لدي تنازع الأهواء ، وتعدد النحل والمذاهب.
أما حين يلتمع في الأفق بريق السلاح ، ويلتهب المناخ بالثورة اثر الثورة ، ويقرع الحديد بالحديد ، وتسفك الدماء بين أبناء الدين الواحد دون جدوي ودون أثر ، واذا بوريث النبوة يحتفظ بالبقية الباقية من حملة الاسلام ، ويشمر ساعديه لاعادة الدين غضا طريا نديا في مبادئه ، فتلتف حوله الأطراف كافة ، كما يلتف الورق حول الشجرة النضرة ، فكان زعيم الجماعة الاسلامية علما وعملا وكياسة ، كما كان زعيم مدرسة أهل البيت اصالة وموضوعية وازدهارا.
حتي اذا تسلم منصب الامامة سيدنا ومولانا الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) عند وفاة أبيه الصادق عام (١٤٨ ه) وهو في العشرينات من العمر في ظل حكم ارهابي صارم ، وسيف دموي قاطع عالج الأمر بروية فائقة ، وبظواهر مضادة لتلك الممارسات اللاانسانية ، فضاقت به السلطات ذرعا ، وارتهن مغيبا بين أطباق السجون وأقبية المعتقلات ، ولم يمنعه ذلك من ارسال أشعته النافذة الي القلوب من خلال تلك الظواهر التي سنتحدث عنها اجمالا.
الورع والتقوي في ظاهرة ايجابية
وهي ميزة انفرد بها أئمة أهل البيت بأدق معانيها الهادئة ، وتجلت بنضائد تلك السيرة الزكية لأولئك الميامين الأبرار ، والامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) أحد النماذج الفضلي لهذا المنهج الدقيق ، والورع لديه ظاهرة ايجابية وليست انهزامية ، والتقوي لديه حقيقة ائتلافية وليست سلبية ،