وسأثبتك صوره في القتل
والارهاب ، وصوره في الغدر والفتك ، فما يغني عنه دفاع ابنخلدون وعده له من أئمة
المسملين ، وما يغني مناصرة الدكتور عبدالجبار الجومرد له ، فنفي عنه شرب الخمر ، ولعب
النرد ، وما الي ذلك مما هو مستهتر به .
بينما لم نجد عصرا بلغ به العبث والتهتك
الذروة كعصر الرشيد ، وقد ساد به اللهو والمجون فغمر البلاد وأفسد العباد ، وعمت
المحرمات الشرعية ديار الاسلام وأقاليمه بستار رقيق من الادعاء الديني.
يقول العلامة الدكتور مصطفي جواد (رحمه
الله) :
«ولو قدر لهارون الرشيد أن يبقي علي
أريكة الخلافة أكثر مما بقي لانحطت الدولة الاسلامية الي مستوي سحيق أقبح الانحطاط»
.
ومهما يكن من أمر ، فقد بدأ هارون
الرشيد خلافته «باخراج من كان في مدينة السلام من الطالبيين الي مدينة الرسول (صلي
الله عليه وآله)».
وكان هذا الاجراء دقيقا في نظرته
السياسية ، فحكم الرشيد ببغداد بحاجة الي الاستقرار السياسي ، ولابد أن يصفو الجو
من المعارضة ، وأن تخلو الساحة من الرافضين لمظالم الحكم ، وهذا التفكير لم يكن
بعيدا عن ذهنية الرشيد الأمنية ، ولابد له من تحقيق ذلك ، فبث الرصد والعيون لتتبع
أخبار الطالبيين ، وتعقب تحركهم النضالي ضد النظام ، بما أذكي شرارة البغضاء والضغينة
بين الحيين ، حتي استطال الظلم الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام)
وهو غير طامح في سلطان ، ولا طامع في عرش ، ولامتهالك علي حكم ، وكل ما يهمه هو
احياء السنة واطفاء البدعة.
ومع الاعراض الواضح للامام عن مظاهر
الأبهة والملك ، الا أن الرشيد
__________________