قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

تحمیل

الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ضحية الإرهاب السياسي

178/327
*

وهذا غيض من فيض سقناه علي سبيل المثال لتبذير أموال المسلمين علي الغناء ومجالسه فحسب ، فما بالك في اعداد تلك المجالس وتهيئة مرافقها ومتطلباتها وما يقتضي لها من الأشربة والأنبذة وآلات الطرب والفرش الوثير والوسائد والستائر ، وما يتبع ذلك من الانفاق لدي اصطفاف الموائد؟؟

أما الجواري وشراؤها ، فقد بلغ حد الاسراف في الأسعار ، والمغالاة في استزادة منها ، وأسوق اليك هذا النموذج في عدد ما في القصر لنوع خاص من الجواري تشرف عليه زوجته أم‌جعفر ، وقد أقبلت في زهاء ألفي جارية من جواريها!!

وسائر جواري القصر ، عليهن غرائب اللباس ، وكان قد استقل بجارية عنها في غاية الجمال والكمال!! فأقبلت جواري أم‌جعفر في قبال جواريه الأخريات ، وهن في لحن واحد :

منفصل عني ...

وما قلبي عنه منفصل

 يا قاطعي اليوم لمن

نويت بعدي أن تصل

فطرب الرشيد ، وقام علي رجليه حتي استقبل أم‌جعفر قائلا : لم أر كاليوم قط.

ثم نادي مسرورا الخادم قائلا : يا مسرور لا تبقين في بيت المال درهما الا نثرته ، فكان مبلغ ما نثره يومئذ : ستة آلاف ألف درهم (١).

واذا لم يكن هذا عبثا بأموال الدولة فكيف يكون العبث؟

ومع هذا كله ، وفوق هذا كله ، فان الرشيد يسمي أميرالمؤمنين!! فيا

__________________

(١) الأصبهاني / الأغاني ١٠ / ١٧٢.