محمد بن الحنفية ، وهو الأخ الثالث غير الشقيق لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين
(عليهماالسلام).
فكانت الفتنة
به عظيمة ـ ولا علاقة له بها ـ لأنه ابن أميرالمؤمنين ، وليس بأيدينا من المصادر
ما يشير الي ادعائه الامامة لا من قريب ولا من بعيد؛ بينما رأي أتباعه بأنه المهدي
المنتظر ، وأن وفاته كانت غيبة له ، بل هو حي لم يمت وانما احتجب عن الأنظار. وسميت
هذه الفرقة بالكيسانية نسبة الي كيسان مولي المختار الثقفي ، بل قيل انه المختار
نفسه.
وقد انقرضت هذه
الفرقة ، فلا وجود لها اليوم.
ومن أبرز الفرق
التي انشقت علي نظام أهل البيت «الزيدية» نسبة الي الشهيد زيد بن علي بن الحسين
زينالعابدين (عليهالسلام) ، ولم يكن زيد قد ادعي لنفسه الامامة أبدا ، بل كان
ثائرا ، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ، حتي سفك في سبيل الله دمه ، وصلبت جثته
بعد القتل وأحرقت ، وهو مرضي عند الأئمة (عليهمالسلام) ، وقد دعا الي الرضا من آل محمد.
روي العيص بن
القاسم ، قال : «سمعت أباعبدالله (الامام الصادق) يقول : عليكم بتقوي الله ... ان
أتاكم آت منا ، فانظروا علي أي شيء تخرجون؟ ولا تقولوا خرج زيد ، فان زيدا كان
عالما ، وكان صدوقا؛ ولم يدعكم الي نفسه ، وانما دعاكم الي الرضا من آل محمد (صلي
الله عليه وآله) ، ولو ظهر لوفي بما دعاكم اليه ، وانما خرج الي سلطان مجتمع ليفضه
(ليقضه) .
ولم يكن للامام
أن يسدد رأي زيد لو لم يكن علي حق. الا أن الزيدية اتخذت منهجا في دعوي الامامة
يقوم علي مبدأ السيف ، من خرج بالسيف فهو الامام المفترض الطاعة ، ومن أقام امامته
علي غير الكفاح المسلح ،
__________________