وسبقت الأولى بالسكون ، فصارت ياء.
ويقرأ «القيام» ـ بالألف ـ على «فيعال» ، وعمل فيه ما ذكرنا ، ولا يجوز أن يكون «فعّلا» إذ لو كان كذلك لكانت القراءة «قوّاما» ؛ لأن عين الكلمة واو.
ويقرأ «القيّم» : على «فيعل» ، مثل «سيّد».
والجمهور : بالرفع فيهما ، وقد قرئ ـ بالنصب فيهما ـ على إضمار : أمدح ، أو أعنى ، وقد حكى الجر فيهما ، قراءة رديئة ، ساقطة ، إذ ليس فى الآية ولا ما يقرب منها قبلها مجرور ، فتحمل هذه الصفة عليه (١).
فإن قال : فلم لا يكون وصفا لقوله : (تِلْكَ آياتُ اللهِ) [البقرة : ٢٥٢]؟.
قيل : هذا لا يسوغ ؛ لتباعد ما بينهما ، والفصل بأشياء أجنبية يجهد الذهن بعد التأمل ، على أن هذه الصفة محمولة على اسم «الله» ، مع بعد عنه.
والأشبه عندى : أن يكون نوى الوقف على الكلمتين ، فسكن الحرف الأخير ، وما قبله ساكن ، ثم حرّك بالكسر ، على أصل التقاء الساكنين ، فالكسر إذا ، بناء ، لا إعراب ، وقد جاء فى الشعر نحو ذلك (٢).
٢٩١ ـ قوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ) :
يقرأ ـ بفتح الواو ، وإسكان السين ـ والباقى كالجمهور.
__________________
(١) قال أبو حيان : «... والقيوم : وزنه فيعول ، أصله قيووم ، قلبت الواو ياء ، وأدغمت فيها الياء ، وقرئ «القيام» و «القيم» وجوزوا أن يكون الحى صفة ، أو خبرا ، بعد خبر ، أو بدلا من هو ، أو من الله ، وخبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره «لا تأخذه» وأجودها الوصف ، ويدل عليه قراءة من قرأ «الحىّ ، القيوم» بنصبهما على المدح.» ٢ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ النهر. وانظر التبيان ١ / ٢٠٣.
(٢) قال أبو حيان : «... وقرأ ابن مسعود ، وابن عمر ، وعلقمة ، والنخعى ، والأعمش : «القيام» وقرأ علقمة ـ أيضا ـ «القيم» كما تقول : «ديّور ، وديّار» وقال أمية :
لم تخلق السماء ، والنجوم |
|
والشمس معها قمر يعوم |
قدرها المهيمن القيّوم |
|
والحشر ، والجنة ، والنعيم |
إلا لأمر شأنه عظيم» ٢ / ٢٧٧ البحر.