٢ ـ تمهيد
الحمد لله الذي لم يجعل لفلاسفة الإلحاد وعلمائه ، نصيبا يذكر في معرفة أسرار الحروف ، والحمد لله الذي سلب من عقولهم نعمة التميّز بأسرار الحروف ، وأبعدهم عن مفاهيمها لئلا يستغلوها ويستخدمونها لمصلحة أهوائهم الخبيثة وأغراضهم المصلحية الدنيوية الدنيئة والحمد لله رب العالمين الذي جعل جهلهم في كتبه وفي هذه الأسرار ، يصب في مصلحة المؤمنين العابدين العارفين من عباده الصالحين فقط ، ولو لا ذلك لاضطربت الحياة في جوانب عديدة من نواحيها الطبيعية والاجتماعية ، ولاختل النظام وسادت فوضى التخرصات والأطماع والاستحواذ في هذا الكوكب الأرضي الذي كان ولما يزل يحتضن الجم الغفير من مخلوقات الباري عزوجل.
ولو لا ذلك وحكمة الله المهيمن العالم بما يصلح الأمر من مخلوقاته وما يفسدها ، لعبث شياطين الإنس بعقول ومصالح الكائنات بتوجيه وتسديد من شياطين الجن ، ولأصبحت الحياة جحيما لا يطاق تنعدم فيه الحياة التي أرادها الباري المكون لعباده من إنس وجن وحيوان ونبات وجماد.
جلت قدرة الله عزوجل الذي جعل عقول الملحدين قاصرة عاجزة عن إدراك سر ذلكم الكائن الحي «الحرف» وجعل القليل جدا من إدراكه في متناول عقول أنبيائه ورسله وأوصيائهم والأئمة الهداة والمقربين منه من العلماء والصالحين. وهذا ما وفر لنا مغبة الكثير من التعب والوقت لمخاض الحوار والنقاش مع علماء الإلحاد وفلاسفته لتبيان خصائص ومميزات أسرار