فنحن في كتابنا هذا نذكر الأسرار فقط وما علمناه من آثارها فحسب ، وعلى المؤمن العاشق الذي يريد الوصول إلى أكثر من ذلك أن يتقرب إلى خالقه عزوجل بوسائل العبادة المعروفة وفي طليعتها نبذ الدنيا جملة وتفصيلا ، والاتجاه إلى الآخرة ، والتوجه والتوكل على الله وحده لا شريك له ، وعندها قد يرى الله سبحانه استجابة طلبه وتحقق توجهه ، فيعطيه ما يشاء من أسرار الحروف.
وفي الختام نقول : إن الأسرار على ضربين : فالأول الأسرار ذات الآثار الفعلية عاجلا أو آجلا. والضرب الثاني الأسرار ذات المعاني الظاهرة والمعاني الباطنة. هذا وسوف نذكرها جميعا إن شاء الله تعالى ، موضحين الصفة التي يمتاز بها السر ، فعلية أو معنوية ، والحمد لله رب العالمين.