الحروف وفعاليتها وتأثيرها في الكائنات. وإذا نحن بحاجة فقط إلى إعلام الطبقة العالية من المؤمنين بأن للحرف أسرارا فعّالة لا يدرك كنهها إلا من وهبه الله تعالى سعة في العقل تساعده على تقبل وحمل الأسرار بالقدر الذي يهبه الله سبحانه للصالحين من عباده بطريقة خاصة تناسب كل طبقة من اولئك المقربين.
ونحن ليس بمقدورنا أن نتوصل إلى معرفة أسرار كل حرف ، وليس بمقدورنا أن نعلّم هذه الأسرار إلى كل من هب وكل من دب ، لأن ذلك أمر خارج عن إرادة من يمتلك تلكم الأسرار ، ولكن الكشف عن أسرار بعضها لحاجة المؤمنين من الضرورات التي أباحها الله سبحانه إلى حملة الأسرار لاستخدامها فيما يرضي الله من شئون خلقه ، لا فيما يسخطه ويجلب على عباده الضرر في أي جانب من جوانب حياة المخلوقات الإلهية.
ومن هنا سوف نذكر قسما قليلا جدا مما توصل إليه علماء أسرار الحروف وحملت آثارها في كتابنا هذا لغرض الاطلاع فقط ، أما إذا أراد الصالحون أن يكونوا من حملة الأسرار الخاصة بالحروف فعليهم اتباع الطرق الربانية التي تقربهم من الباري جل وعز وهو وحده القادر على إرشادهم إلى أفضل وأسهل الطرق التي تأخذ بأيديهم وعقولهم إلى حيث يريدون ، فليس لنا تلك القدرة التي نستطيع تعليمها إلى أي صالح لتقوده إلى صفوف العارفين من عباد الله المؤمنين القادرين على حمل أسرار الحرف واستعمالها فيما يرضي الله عزوجل ، والحمد لله رب العالمين.
وقبل أن نصل إلى خاتمة هذا التمهيد ، يجدر بنا تنبيه القارئ الكريم بما يلي :
ـ إن هذه الأسرار لا يحصل على فوائدها ويستفيد من تأثيراتها إلا من