نقول : إن ابن خلدون نقل لنا الكثير من أسرار الحروف وبعد تفحصها وإمعان النظر فيها وجدناها عسرة الفهم ، صعبة التطبيق ، لا سيما أنها بنيت على قواعد وأحكام كانت رائجة في زمانهم. أما اليوم وقد تقدمت العلوم وأعطت نتائج ملموسة ومسموعة ومقروءة ومنظورة فقد تغيرت الأحكام وتبدلت القواعد ، ومن هنا أصبح التصديق بنتائج أسرار المتصوفة التي ذكرها ابن خلدون صعب جدا إن لم يكن مستحيلا ، ولذا فضلنا إعطاء القارئ الكريم فكرة عنها قد تعوضه عن قراءتها جملة وتفصيلا.
نقل لنا «زايرجة السبتي» المنظومة بقصيدة قوامها ثمانية وأربعون بيتا تبين كيفية العمل بتلك الزايرجة بدائرتها وجدولها المكتوب حولها ، ثم نكشف عن الحق فيها وأنها ليست من الغيب ، وإنما هي مطابقة بين مسألة وجوابها في الانارة فقط ، ويقول وقد أشرنا إليها من قبل ، وليس عندنا رواية يعوّل عليها في صحة هذه القصيدة إلا أننا تحرينا أصح النسخ منها في ظاهر الأمر والله الموفق بمنه .. ونحن ننقل بعض أبياتها للدلالة فقط :
يقول سبتي ويحمد ربه |
|
وصل على هاد إلى الناس أرسلا |
محمد المبعوث خاتم الأنبيا |
|
ويرضى عن الصحب ومن لهم تلا |
ألا هذه زايرجة العالم الذي |
|
تراه يحييكم وبالعقل قد حلا |
فمن أحكم الوضع فيحكم جسمه |
|
ويدرك أحكاما تدبرها العلا |
ومن أحكم الربط فيدرك قوة |
|
ويدرك للتقوى ولكل وصلا |
ويختمها بقوله :
أقمها بأوفاق وأصل لعدها |
|
من أسرار أحرفهم فعذبه سلسلا |
٤٣ كا كو كح واه عم له ر لا سع كط ا ل م ن ح ع ف ول ـ منافرة.
ثم يقول : الكلام على استخراج الأوزان وكيفياتها ومقادير المقابل