١١ ـ قبس من أسرار الحروف التي ذكرها ابن خلدون
قال فيلسوف المؤرخين وشيخ الباحثين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المتوفى سنة ٨٠٨ ه ، في مقدمة كتابه القيم المعروف بتاريخ ابن خلدون ، المسمى بتاريخ العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، قال في ص ٤٢٠ من المقدمة تحت عنوان «أسرار الحروف» وهو المسمى لهذا العهد بالسيمياء وضعه من الطلاسم ... الخ. وحيث أننا قد نقلنا مقولة ابن خلدون هذه في ص ٤٨ وما بعدها من كتابنا هذا نقلا عن دائرة معارف القرن العشرين كما تقدم ، فلا نرى حاجة لتكرارها هنا. وبعد أن قال ابن خلدون في مقولته آنفة الذكر «لكن حسبنا من العلم ما علمناه» أردف يقول :
«ومن فروع علم السيمياء عندهم استخراج الأجوبة من الأسئلة بارتباطات بين الكلمات حرفية يوهمون أنها أصل في معرفة ما يحاولون علمه من الكائنات الاستقبالية وإنما هي شبه المعاياة والمسائل السيالة ، ولهم في ذلك كلام كثير من أدعية وأحجية زايرجة العالم السبتي ، وقد تقدم ذكرها ، ونبين هنا ما ذكره في كيفية العمل بتلك الزايرجة بدائرتها وجدولها المكتوب حولها ثم نكشف عن الحق فيها وأنها ليست من الغيب وإنما هي مطابقة بين مسألة وجوابها في الانارة فقط ، وقد أشرنا إلى ذلك من قبل وليس عندنا رواية يعول عليها في صحة هذه القصيدة ، إلا أننا تحرينا أصح النسخ منها في ظاهر الأمر والله الموفق بمنه وهي هذه.