أرى رجلا أدرك عقله الإسلام ودلّه في الإسلام يبيت ليلة سوادها ، قلت :وما سوادها يا أبا امامة؟ قال : جميعها ـ حتى يقرأ هذه الآية (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ..) فقرأ الآية إلى قوله (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) ، ثم قال : فلو تعلمون ما هي ـ أو قال ما فيها ـ لما تركتموها على حال ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني قال : أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ، ولم يؤتها نبي كان قبلي ، قال علي عليهالسلام : فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أقرأها ، ثم قال لي : يا أبا أمامة إني أقرأها ثلاث مرات في ثلاثة أحايين كل ليلة ، فقلت : وكيف تصنع في قراءتك لها يا ابن عم محمد؟ قال : أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة ، فو الله ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من نبيكم صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أخبرتك به ، قال أبو أمامة : وو الله ما تركت قراءتها منذ سمعت هذا الخبر من علي بن أبي طالب عليهالسلام حتى حدثتك ـ أو قال أخبرتك به ـ.
٤ ـ وفيه ١٩ / ٦٦ تفسير علي بن إبراهيم ، أبي عن الحسين بن خالد أنه قرأ أبو الحسن الرضا عليهالسلام الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ـ أي نعاس ـ له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، قال ما بين أيديهم فأمور الأنبياء ـ ولا يئوده حفظهما ـ أي لا يثقل عليه حفظ ما في السموات وما في الأرض. قوله : لا إكراه في الدين ، أي لا يكره أحدا على دينه إلا بعد أن تبين له الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم ، قوله : فقد استمسك بالعروة الوثقى ، يعني الولاية ، لا انفصام لها ، أي حبل لا انقطاع له ، الله ولي الذين آمنوا ، يعني أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمة عليهمالسلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، والذين كفروا ، وهم