فلك الألف الذي هو عبارة عن الاختراع الأول والعرش العظيم والعقل النوراني والجبروت الأعلى ، وسر الحقيقة وحضرة القدس وسدرة المنتهى ، وسائر الحروف إجمالا وتفصيلا انبعثت عنه ، وجميعها باختلاف أطوارها وتباين آثارها تستمد منه ، وترجع إليه والرب سبحانه ، خلق الخلق بسر هذه الحروف ، وعالم الأمر كن فيكون ، وكلامه سبحانه في حضرة قدسه إنما سمع بهذه الحروف ، وهي قائمة بذات الحق سبحانه وأسماؤه المخزونة المكنونة مندرجة تحت سجل هذه الحروف ، والألف منها أول المخترعات ، ومنها سائر مراتب العالم وجميع الحروف محتاجة إليه وهو غني عنها ، لأن سائر الأعداد لا يستغني عنه ، وهو لا يحتاج إليها ، ومن عرف ظاهر الألف وباطنه وصل إلى درجة الصديقين ومرتبة المقربين ، لأن له ظاهر وبطون ، فظاهره (٣) العرش ، واللوح والقلم ـ وهو مركب من (٣) فقط ، الواحدة والواحدة والواحدة وبحثها يأتي فيما بعد ، وباطنه الأول (٣) وهي العقل والروح والنفس ، وباطنه الثاني (١١) وهو عدد بسائطه الاسم الأعظم فإذا أخذ منه (١٢) وهي موضوع الأسماء والأعداد بقي (٩٩) وهي عدد الأسماء الحسنى وباطنه الثاني (٧١) وهو عدد اللام الفائض عنه ، وهذا العدد مادة الاسم الأعظم وحرف من ظاهر الاسم الأعظم ، وباطنه الثالث (٤٢) وهو فيض اللام ، وهو الميم وعدده (٤٥) وعددان في الألف واللام ، وهذا العدد ظاهر الاسم الأعظم وباطنه ، الرابع إن ضرب مفرداته من نفسها (٩) والفتق الفائض عنه في فتق الحروف أيضا (٩) وهي ألف ل ف ل ألف م م ي م ، والعرش واللوح والقلم ، مفرداتها أيضا (٩) وهي ع ر ش ل وح ق ل م ، والعقل والنفس والروح أيضا كذلك ع ق ل ن ف س ر وح ، فألف هي الكلمة التي تجلى فيها الجبار ، بخفي الأسرار ، فمتى عرف ظاهره وباطنه أدرك خفي الأسرار ، ومكنون الأنوار ، لأنه حرف يستمد من قيومية الحق