المعروف في العرف
... ثم فصل القول في ماهية كل حرف اعتبارا من الألف ولغاية الياء.
وفي الفصل الثاني
فصل القول في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات وهي الحروف الصغار ، ولخصها
شعرا فقال :
حركات الحروف ست
ومنها
|
|
أظهر الله مثلها
الكلمات
|
هي رفع وثم نصب
وخفض
|
|
حركات للأحرف
المعربات
|
وهي فتح وثم ضم
وكسر
|
|
حركات للأحرف
الثابتات
|
وأصول الكلام
حذف فموت
|
|
أو سكون يكون عن
حركات
|
هذه حالة
العوالم فانظر
|
|
لحياة غريبة في
موات
|
وقال : اعلم أيدنا
الله وإياك بروح منه إنا كنا شرطنا أن نتكلم في الحركات في فصل الحروف لم أطلق
عليها الحروف الصغار؟ ثم أنه رأينا أنه لا فائدة في امتزاج عالم الحركات بعالم
الحروف إلا بعد نظام الحروف وضم بعضها إلى بعض ، فتكون كلمة عند ذلك في الكلم
وانتظامها ينظر إلى قوله تعالى في خلقنا : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وهو ورود الحركات على هذه الحروف بعد تسويتها فتقوم نشأة
أخرى تسمى كلمة كما يسمى الشخص الواحد منا إنسانا فهكذا انتشأ عالم الكلمات وألفاظ
من عالم الحروف ، فالحروف للكلمات مواد كالماء والتراب والنار والهواء لإقامة نشأة
أجسامنا ، ثم نفخ الروح فيه الأمريّ فكان إنسانا .. إلخ.
وهكذا راح يفصل
القول في هذا الفصل إلى أن جاء إلى آخره وقد أعرضنا عنه لطوله وعدم مطابقته منهج
كتابنا هذا.
إن المنهج الذي
سلكه محيي الدين بن عربي في أسرار الحروف يختلف عن المنهج الذي اتبعه الأنطاكي
فبعض الأسرار عند ابن عربي هي