غيرها عند الأنطاكي ، ولكن كل منهما يتفق مع الآخر على الروحانية في الحروف وأنها ذوات وخلق من خلق الله تعالى ، وأن الإحاطة بأسرارها جميعا مستحيلة ، وما لدى العلماء منها إلا القليل ، فسبحان الذي صور كل شيء وأتقن صنعه.
هذا ولا نريد أن نلاحق علماء الحروف وندون ما قالوه وما ظهر وبان لهم من أسرارها ، لأن ذلك ضرب من المستحيل ، وخارج عن نطاق البحث والقدرة ، وما وقفنا عنده كان للدلالة على احتضان الحروف لعلوم الأسرار التي يستحيل على البشرية معرفتها إلا بالقدر الذي شاء الله تعالى أن يهبه إلى أنبيائه وأوصياء أنبيائه ورسله ، والأئمة والعلماء المقربين منه ، والحمد لله رب العالمين.
ومن هنا قد نجد عند علماء أسرار الحروف من العلم ما لا نجده عند غيرهم لأنها من العلوم الإلهية الموهوبة ربانيا بالدرجة الأولى أو المعطاة بإجازة من علمائها إلى من يخلفهم في حمل تلكم الأسرار بالدرجة الثانية ، والله أعلم.