ساميا كان مخبوءا
في بعض أسرار تلكم الحروف المقطعة التي قدمنا ذكرها في أول هذا البحث ، والحمد لله
رب العالمين.
هذا وقد ذكر
الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي في ص ٣٧ من الجزء الأول
من تفسيره ما نصه «قلت : مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها
أربعة عشر حرفا وهي (ا ل م ص ر ك ه ي ع ط س ح ق ن) يجمعها قولك : «نص حكيم قاطع له
سر» وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من المتروك ، وبيان ذلك في صناعة
التعريف.
وقال السيد محمد
رشيد رضا ـ صاحب كتاب تفسير القرآن المسمى «المنار» من المجلد الأول ص ١٢٢ ـ ١٢٣.
وهو يبحث في الحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية ، قال : وخامسا يقرب من هذا
ما عني به بعض الشيعة ـ لم يسمه ـ من حذف المكرر من هذه الحروف وصياغة جمل مما بقي
منها في مدح علي المرتضى رضي الله عنه وتفضيله وترجيح خلافته ، وقوبلوا بجمل أخرى
مثلها تنقض ذلك كما وضحنا في مقالاتنا «المصلح والمقلد».
هذا ويقول صاحب
هذا المبسوط ، نود أن نناقش كلّا من ابن كثير ومحمد رشيد رضا ونقول :
١ ـ نحن ندرك وكل
علماء الدنيا يدركون أن الحروف الهجائية ال ٢٨ يتلفظ بها كل سكان المعمورة ، وقد
كتبت بها جميع الكتب في كل العالم وفي كل العلوم ، وذلك عن طريق ضم وتنظيم بعضها
إلى البعض الآخر ، لتشكل أسماء «وأفعالا» وصفات ومصادر وجملا مفيدة يحسن السكوت
عليها.