يأتى بقوة ما يأتى على ذلك كله فى غداة واحدة (١).
فما أطيب هذا النعيم لذلك على المسلم أن لا يغفل لحظة عن ذكر ربه حتى ينسجم قوله مع بدنه المسبح لله وبذلك يطمئن الإنسان ولا يقلق ويتوتر ... ، إن نعم الله على الإنسان كثيرة ، فيكفى أن الله تعالى جعل الليل ليسكن فيه الإنسان وجعل النوم آية من آياته ليستريح البدن من عناء العمل طوال النهار ... ، وتكفى نعمة الأمر منه بالصيام حيث يستريح البدن من الكثير من الأمراض ، كأمراض الجهاز الهضمى وأمراض الدورة الدموية ... ، وهو يساعد فى التئام قرحة المعدة وينشط آليات البناء والهدم ، فحين يصوم الإنسان تنشط آليات الهدم وبذلك يقاوم الإنسان تعرض الجسم للشدة المفاجئة بانقطاع الطعام عنه فى الصحة والمرض ، كذلك يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة على السواء ويفيد العطش أثناء الصيام فى إمداد الجسم بالطاقة وتحسين القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة لذلك حين تحدث ظاهرة المد (٢) فى منتصف الشهر العربى وترتفع السوائل فى الجسم نجد وصية الرسول صلىاللهعليهوسلم بصيام ثلاثة أيام فى منتصف الشهر وهم الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر عربى كما أشرنا من قبل ، كذلك تنهدم الخلايا الضعيفة أثناء الصيام عند ما يتغلب الهدم على البناء وتتجدد مرة أخرى بصورة أقوى فى مرحلة البناء ... ، كذلك فقد أثبتت دراسات علم الأجنة أن تكون عظام الجنين يبدأ بعد الاسبوع السادس مباشرة أى بعد اثنين وأربعين يوما وهنا يبدو الإعجاز فى قوله صلىاللهعليهوسلم" إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها" (٣) ....
وحين قال تعالى عن الوليد بن المغيرة (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) (٤) ... ، ذهب إلى والدته وسألها عن بنوته وإلى من ينتمى ووجد الحقيقة كما أخبر بها الله فى كتابه الكريم
__________________
(١) الحديث عن عمران بن حصين وأبى هريرة.
(٢) عبارة عن جذب القمر لسطح الماء فترتفع الأمواج فى تلك الفترة التى يكمل فيها القمر.
(٣) ذكر ذلك الدكتور أحمد شوقى فى اشاراته عن الإعجاز القرآنى.
(٤) سورة القلم الآية ١٣.