١ ـ كل شىء خلقه الله بقدر
منذ البداية والإنسان جنين فى بطن أمه .. ، وبعد أن خرج طفلا لا يدرك شيئا كان كل شىء فى خلقه بقدر وحكمة .. ، فالإصبع الخامس فى القدم بجوار الأربعة لعدم حاجة الإنسان إلى استعماله فى القبض على الأشياء ، ولكن الإصبع الخامس فى اليد على مسافة ، ليتمكن الفلاح من أن يقبض على فأسه ، والعالم من أن يمسك بالقلم .. ، ولن يستطيع الإنسان أن يبتلع الطعام جافا ، فجعل سبحانه الغدة اللعابية تحت اللسان لإفراز الماء لتسهل عملية ابتلاع الطعام وجعل القواطع الحادة فى الأمام ليسهل قطع الطعام وجعل الضروس العريضة فى الخلف لأنها لا تصلح للقطع ولكن يتم بها طحن الطعام .. ، وبمرور السنين تمكن الإنسان بخبرته من معرفة أن الإناء الذى يحتوى على الدهون يمكن تنظيفه بمادة حمضية كالليمون مثلا ، فجعل الله تعالى للإنسان منذ أن كان جنينا لا يدرك شيئا حويصلة ، تسمى بالحويصلة المرارية لهضم الدهون ، وتحويلها إلى مستحلب دهنى ، بالإضافة إلى العصارة الحمضية التى تفرزها المعدة .. ، وإن من يسير فى الأرض ويتأمل يجد أن أغلب الشجر أملس والنخلة بالذات لعلوها فيها الدرجات كالسلم ليتمكن الإنسان من الصعود والانتفاع بثمرها .. ، والبط له غشاء جلدى بين أصابعه بخلاف الدجاج ليتمكن من العوم فى الماء .. ، والجمل شفته العليا مشقوقة لأنه يتناول النباتات الشوكية الخضراء والأشواك تتشعب لأعلى مما يؤثر على شفته العليا ويحميه من ذلك هذا التصميم الإلهى فسبحان الخبير القادر البديع ...
٢ ـ الآيات تظهر ووعد الله يتحقق
إن آيات الله تعالى تظهر وتتحقق فى كل عصر وفى مواعيد تتناسب مع رقى البشرية وما تتحمله عقول البشر ولكن الإنسان يستعجل يقول تعالى (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (١)
__________________
(١) سورة الأنبياء الآية ٣٧