وهناك الكثير من الموقف والعبر ... ، سبحانه يعلم كل شىء والحكمة منها فلقد قضى سبحانه ما أراد ... ، وقدر ما شاء ... ، وما يكون ، يقول سبحانه (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١) ... ، كذلك من ينظر إلى القرآن الكريم يجد أن قيومية الله وعلمه بكل شىء ، وتقديره لكل شىء ... ، إن تلك الصفات لله تعالى تقتضى أن يكون الله تعالى هو الحى الباقى الذى لا يغيب عن ملكه لذلك نجد ارتباط صفة الحى بصفة القيوم ... ، (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ... ، كذلك فإن كلمة القيم وردت أربع مرات ، وكلها تأتى مرتبطة بالدين (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ... ، وذلك لأن الدين يحتوى النور الإلهى والتشريع الذى تقوم عليه كل نواحى الخير بالنسبة للعباد ... ، إن من أركان الإيمان أنه لا بدّ من الإيمان بالقدر خيره وشره ، ولم يقل صلىاللهعليهوسلم بالقضاء خيره وشره ، وذلك لأن القضاء لا يأتى بالشر أبدا ، وذلك لأن القضاء هو ما اختاره الله وحكم به وأراده لعبادة ، وهو ما فيه الخير لهم ، والقدر هو ما علمه سبحانه ، وما سيقع ، وما سيختاره الإنسان فى هذه الدنيا ... ، وما يختاره الإنسان لو لا مشيئة الله بأن سخر له الأسباب التى يوجهها باتجاه غايته ، فى نفسه ، وفى الكون حوله ، لما تحقق شىء لما يختاره الإنسان ، لذلك يقول تعال (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢) ... ، إن فى القرآن الكريم مئات الأمثلة التى تثبت أن كل ما فى القرآن الكريم رسما ولفظا هو وحى من الله ، ولا علاقة للبشر أو تدخل فى وحى الله ، وهذا ما تميز به القرآن الكريم عن بقية الرسالات ، فلم ينزل القرآن الكريم بمعنى من السماء يترجمه الرسول صلىاللهعليهوسلم بما يفهمه الناس ... ، ومن الأمثلة أن سورة نوح عليهالسلام حروفها ٩٥٠ حرفا يرتبط ذلك بمدة لبث نوح فى قومه ... ، لفظ إبليس يرد ١١ مرة والاستعاذة ١١ مرة ... ، وغير ذلك الكثير من الأمثلة ... ، كذلك كل كلمة فى القرآن الكريم برسمها ومعناها لها خصوصيتها الخاصة التى تصور شيئا يكمل الصورة الأخرى ... ، إن القرآن الكريم يصور أى مسألة من المسائل التى يحملها عبر مشاهد مختلفة فى حلقات مختلفة بحيث تصور كل
__________________
(١) سورة الأنعام الآية ٢٨.
(٢) سورة التكوير الآية ٢٩.