أوهن البيوت ... ، وإذا كان هذا البيت وصف بالوهن من الظاهر ، فهو من الداخل فيه التفكك ، فكل فرد يعيش بمفرده إلا عند التزاوج وأوقات فقس البيض ، والأنثى فى بعض الأنواع تقضى على ذكرها لأنها أكبر حجما منه ، وفى بعض الحالات تلتهم الأنثى صغارها دون أدنى رحمة ، وحين يفقس البيض يبدأ الأخوة الأشقاء فى الاقتتال من أجل الطعام ، أو من أجل المكان ، فيقتل الأخ أخاه ، والأخت أختها حتى تنتهى المعركة ببقاء عدد قليل ، يمزق جدار كيس البيض الذى تم الفقس فيه ، فتخرج الأسرة مفككة ، ويبدو الإعجاز القرآنى فى الإشارة إلى الأنثى يقول تعالى (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) (١) ....
يقول تعالى (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٢) ... ، وهذا يثبت أن العرب قديما لم يعلموا تلك الحقائق والدراسات عن الحشرات ... ، إن كل جوانب رسالة الله تعالى فيها الإعجاز ... ، إن قوله سبحانه (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) يدل أن العرب لم يعلموا تلك الحقائق لعدم تقدم علم الحشرات ... ، إن كل جوانب رسالة الله تعالى إعجاز ، وكون الله ملئ بالإعجازات التى تثبت قدرة الله ، حقا إنه الحق من ربنا ... ، إن من عظيم قدرة الله اختلاف الصور فى الكون ، والله سبحانه هو المهيمن على كل شىء ... ، فنحن نرى فى الكون الجمال ... ، والمحن والصبر والكفاح ... ، والغنى والفقر ... ، والسعادة والرضا ... ، إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، فلا تغفل عن ذكر الله وحمده ، والاستغفار حتى يختم لك بالخير ... ، هناك الإبداع فى عوالم الكون ... ، ورزق كل دابة ... ، ونظام معيشتها ... ، والغنى والفقر ... ، وهناك رحلات الصبر على الألم ... ، فهناك من يمرض ... ، ومن يكسر ... ، ومن يحرق ... ، ومن يصاب بالخوف ... ، والجوع ... ، ونقص فى الأموال ... ، والأنفس ... ، والثمرات ... ، هناك من أشغله الغنى ... ، ومن أشغله السعى والكفاح ... ، ومن أشغله يوم عرسه ... ،
__________________
(١) سورة العنكبوت الآية ٤١.
(٢) نفس الآية السابقة.