البعوضة ، وهى تتكون من مئات العيون المركبة التى تمكنها الرؤية فى الظلام ، وبالنهار فى كل أطياف الضوء ، والعرب لم يعرفوا الفيروسات والبكتريا وغيرها فضرب لله مثلا بالبعوضة التى يعرفونها ... ، إن فى تركيب البعوضة الكثير من آيات الإعجاز حيث لها مئات من العيون المركبة الدقيقة رغم ضآلة حجمها وغير ذلك الكثير من الخلايا العصبية والتركيب الدقيق فى أجهزتها الداخلية والأجنحة ، لذلك يقول تعالى (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) (١) ... ، كذلك فإن الذباب إذا وقع على سائل وأخذ منه وصل فورا إلى جهازه الهضمى ثم الدورى ثم مختلف خلايا الجسم ، وإن كان صلبا أفرز إنزيمات هاضمة تغير فى خاصية الشيء ثم تمتصه ، ولا سبيل إلى استرجاع ما يسلبه الذباب يقول تعالى (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) (٢) والذبابة تضع ٤٠٠ بيضه فى المرة الواحدة ، وهناك مائة ألف نوع تنتشر فى مختلف بيئات الأرض ، ولو لا أن الله يسلط على بيض الذباب كل من الطيور والنمل وغيرها لأضر بالإنسان ضررا بالغا ، ويحتوى جسم الذبابة على أكثر من مليون خلية عصبية متخصصة لحركة الحشرة الضعيفة ، ومرتبطة بثمانية وثلاثين زوجا من العضلات ، منها ما هو لحركة الأجنحة والرأس ، ولها زوج من العيون المركبة ، الزوج الواحد يتكون من ستة آلاف عين سداسية ، يتصل بكل منها ثمانية خيوط عصبية مستقبلة للضوء ، وبذلك يكون هناك ٤٨ ألف خيط عصبى للعين الواحدة يمكن معالجة مائة صورة فى الثانيه الواحدة (٣) ... ، إنها قدرة الله التى لو فهمها الجاحدون المشركون لخروا ساجدين ، وما فتروا عن الذكر ... ، لذلك فهناك الملائكة وقد فهموا وعلموا عظيم قدرة الله ، فهم لا يغفلون عن الذكر ولا يفترون ... ، والمتأمل لبيت العنكبوت يجد أنه لا يحمى من الحر أو البرد أو المطر ، فهو أوهن البيوت ظاهرا ، وخيط العنكبوت يتحمل شدا يصل إلى ٤٢٠٠٠ كجم / كم ٢ مما يكسبه قابلية شديدة للمطلوب لذلك لم يقل الله تعالى أوهن الخيوط ، ولكن قال
__________________
(١) سورة البقرة الآية ٢٦.
(٢) الحج ـ ٧٣.
(٣) نفس المرجع السابق ـ عن إشارات الإعجاز العلمى فى القرآن ـ الدكتور / زغلول النجار.