روّحنا» (١) والخشوع. الإخبات والتطامن. ومنه : الخشعة للرملة المتطامنة. وأما الخضوع فاللين والانقياد. ومنه : خضعت بقولها إذا لينته.
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ)(٤٨)
(وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ) نصب عطف على : (نِعْمَتِيَ) أى اذكروا نعمتي وتفضيلي (عَلَى الْعالَمِينَ) على الجم الغفير من الناس ، كقوله تعالى : (بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) يقال : رأيت عالما من الناس يراد الكثرة (يَوْماً) يريد يوم القيامة (لا تَجْزِي) لا تقضى عنها شيئا من الحقوق. ومنه الحديث في جذعة بن نيار : «تجزى عنك ولا تجزى عن أحد بعدك» (٢) و (شَيْئاً) مفعول به ويجوز أن يكون في موضع مصدر ، أى قليلا من الجزاء ، كقوله تعالى : (وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) ومن قرأ (لا تجزئ) من أجزأ عنه إذا أغنى عنه ، فلا يكون في قراءته إلا بمعنى شيئا من الإجزاء. وقرأ أبو السرار الغنوي : لا تجزى نسمة عن نسمة شيئا. وهذه الجملة منصوبة المحل صفة ليوما. فإن قلت : فأين العائد منها إلى الموصوف؟ قلت : هو محذوف تقديره : لا تجزى فيه. ونحوه ما أنشده أبو على :
تَرَوَّحِى أَجْدَرُ أَنْ تَقِيلِى (٣)
__________________
(١) أخرجه أبو داود من رواية سالم بن أبى الجعد. قال : قال رجل من خزاعة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها» ورجاله ثقات : لكن اختلف فيه على سالم اختلافا كثيراً. ذكره الدارقطني في العلل. ورواه أحمد من رواية سالم المذكور عن رجل من أسلم به. ورواه أحمد أيضا وأبو داود من وجه آخر عن سالم «أن محمد بن الحنفية قال : دخلت مع أبى على صهر لنا من الأنصار. فحضرت الصلاة ، فذكر قصة. وفيها. أقم يا بلال ، فأرحنا بالصلاة» أخرجه الدارقطني في العلل من رواية سالم عن ابن الحنفية عن على رضى الله عنه. وقال : تفرد أبو خالد القرى عن الثوري هكذا ومن طريق حمزة الثمالي عن ابن الحنفية عن بلال. وأخرجه ابراهيم الحربي من رواية سالم عن ابن الحنفية مرسلا. وقال : معناه : نصلى ونروح إلى منازلنا. وليس من الاستراحة والأثقال وإلا لقال أرحنا منها «انتهى» وبعسكر على هذا أن في رواية أحمد : أن الأنصارى قال يا جارية. ايتيني بوضوئى لعلى أصلى فأستريح.
(٢) متفق عليه من حديث البراء رضى الله عنه. قال «ضحى خال لي يقال له أبو بردة بن نيار ـ فذكر الحديث»
(٣) تروحي يا خيرة الغسيل |
|
تروحى أجدر أن تقيلى |
غدا بجنبي بارد ظليل |
لأبى على أحيحة بن الجلاح. يقول لناقته : بكرى بالرواح : أو جدي السير فيه. والغسيل : صنوان النخل. شبه ـ