لأنه من صفة واحدة (١).
وكقول الخرنق بن قيس :
لا يبعدنّ قومي الذين هم |
|
سم العداوة وآفة الجزر |
النازلين بكل معترك |
|
والطيبون معاقد الأزر |
ونصب «النازلين» على المدح بين مرفوعات.
وقد عقد لهذا النوع سيبويه في كتابه (كتاب سيبويه) (٢) فصلا تحت عنوان «باب ما ينتصب على التعظيم والمدح».
قال الفارسي : [إذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح والذم فالحسن أن تخالف بإعرابها ، ولا تجعل كلها جارية على موصوفها لأن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف ، والإبلاغ في القول. فإذا خولف بإعرابه الأوصاف كان المقصود أكمل ، لأن الكلام عند الاختلاف يصير كأنه نوع من الكلام ، وضروب من البيان ، وعند الاتحاد في الإعراب يكون وجها واحدا ، أو جملة واحدة](٣).
كان لإظهار ميزة الصبر في الشدائد وفي مواطن القتال على سائر الأعمال ولبيان مكانة الصبر من البر وتغيير الأسلوب أفضل من الناحية النفسية ؛ لأنه يجذب الانتباه ويوقظ الشعور ، ويحمل العقول على التساؤل والبحث ، فتتمكن المعاني في النفس أفضل تمكن (٤).
أما الآية الثانية :
وهي قوله : (وَالْمُقِيمِينَ) بدلا من «والمقيمون» وهي قوله تعالى
__________________
(١) انظر تفسير الطبري ٣ / ٣٥٣.
(٢) انظر كتاب سيبويه ١ / ٢٠٢ طبعة عالم الكتب.
(٣) تفسير البحر المحيط ٢ / ٧ ـ ٨.
(٤) الكشاف ـ الزمخشري ١ / ٣٣١.