المثقفة الذكية في مصر وغيرها ، وبين الإلحاد والثورة على الدين ، وكان له فضل في بقاء نفوذ الإسلام الفكري والعلمي في أوساط الطبقة المثقفة في العالم الإسلامي إلى غير ذلك من الأمور التي زرعتها دعوة جمال الدين الأفغاني في العالم الإسلامي عامة ومصر خاصة.
وكان من الأمور التي ركز عليها «الأفغاني» في دعوته تصحيح فهم المسلمين الخاطئ عن الإسلام كما ركز على رأب صدع المسلمين وجمع شملهم وتحقيق الوحدة بينهم. كما أنه قام بصد الهجوم الفكري الشامل الذي شنه المستعمرون ودوائرهم الثقافية على الإسلام وعقيدته ونبيه ورجال حضارته (١).
المسألة الرابعة :
جمال الدين الأفغاني على خط الإمام محمد عبده :
أما الرجل الثاني الذي ركز عليه «جولد تسيهر» في فصله الأخير من المدرسة المصرية الشيخ محمد عبده تلميذ جمال الدين الأفغاني ووصفه بقوله : [وبعد الإذن لمحمد عبده بالعودة إلى مصر أكسبه استعداده ، وتبحره في علوم الدين والكلام مكانة رفيعة في المراتب الإسلامية فعين من جديد أستاذا بالأزهر وشيخا (٢) لهذه المدرسة ومفتيا لوادي النيل وهذا الوصف ممثلا لأرفع مقام في الحياة الدينية العامة .. هذا التلميذ لجمال الدين ، هو الذي ينبغي عده المؤسس الحقيقي للتجديد الإسلامي الصادر عن مصر ..](٣).
ولد محمد عبده بن حسن خير الله في بحصة شبشير. وهي قرية من قرى المديرية الغربية سنة ١٢٦٥ ه من القطر المصري.
__________________
(١) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص ٩٩ ـ ١٠٠ ، وجمال الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه ص ٤١ وما بعدها ، وجمال الدين الأفغاني ـ د / علي عبد الحليم ص ٣١١ وما بعدها.
(٢) هذا وهم من المؤلف فلم يتول الشيخ محمد عبده مشيخة الأزهر وإنما كان عضوا في مجلس إدارته.
(٣) انظر مذاهب التفسير الإسلامي ص ٣٥٠.