سنة فلازم بعده
كبار الصحابة وأخذ عنهم ما فاته من حديث الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان على معرفة
تامة بلغات العرب وآدابها. وواقفا على أسرارها كل ذلك جعله يعد من العلماء الكبار
والمفسرين المشار إليهم بالبنان.
وكان كذلك ببركة
دعاء الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ له حيث قال : «اللهم
فقهه في الدين وعلمه التأويل» .
كما ساعد في ذلك
مزايا شخصية اجتمعت فيه قلّ أن تجتمع في غيره وهي : ذكاء نادر ، وذهن جوال ،
وقريحة وقادة ، ورأي صائب ، ودين متين ، وإيمان راسخ ، وقلب عقول ، ولسان سئول ،
وقد أثنى عليه عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ بقوله : «نعم ترجمان القرآن ابن
عباس» .
قيمته في التفسير
:
كان ابن عباس ـ رضي
الله عنهما ـ من أفقه الصحابة رضوان الله عليهم بكتاب الله سبحانه وأعلمهم به حتى
كان يلقب بالبحر لسعة علمه به.
قال عنه مجاهد : «إذا
فسر الشيء رأيت عليه النور» .
قال علي ـ رضي
الله عنه ـ مثنيا على تفسيره بقوله : «كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق» .
وقال ابن عمر ـ رضي
الله عنه ـ وطاوس ، وعكرمة ، وجابر بن عبد الله : «ابن عباس أعلم أمة محمد بما نزل
على محمد» .
__________________